رغم آثار الأزمة: رمضان في اليمن .. أسواق مزدحمة .. وأسعار تلهب الجيوب
ازدحمت الأسواق المركزية واسواق الخضروات والفواكه واللحوم بالناس مع أول أيام الشهر المبارك بحثاً عن متطلباتهم، ومع هذا الزحام والكم الكبير من الطلب على الاحتياجات اليومية أصيبت الأسعار بالسعار بحسب الجميع، حيث ارتفعت اسعار الخضروات وبعض المواد الغذائية بشكل مخيف.. وعلى قدر المعاناة فإن التفاؤل وروحانية رمضان هي التي كانت الأكثر انتشاراً على محيا الجميع وكان الغالبية من الناس منشغلين باستقبال هذا الشهر بالشكل الأنسب بما يتناسب وخصوصيته الرائعة، ملحق رمضانيات زار عدداً من الأسواق واستطلع آراء الناس وخرج بالحصيلة التالية:
في البدء حدثنا الأخ إبراهيم الوصابي متذمراً « الأسعار نار» واصفاً حال أسعار الخضروات والمواد الغذائية من الاحتياجات اليومية التي ذهب لشرائها من سوق مذبح وكان عائداً بسيارته، ويشير إلى أن «أسعار الخضروات واللحوم ارتفعت بشكل خيالي، مثلاً الكراث كنا نشتريها بعشرة ريالات واليوم بثلاثين ريالاً للحبة وارتفعت اسعار الخضره بشكل كبير فمثلاً ايضاً ارتفع سكر الكزبره من 50 ريالاً للفه وأصبح سعرها 150 ريالاً فيما السلطة – الخس – ارتفعت من 150 ريالاً للكيس إلى 300 ريال وارتفع سعر لفة الجرجير من عشرين ريالاً إلى أربعين ريالاً، كما ارتفع سعر لفه البقدونس من 50 ريالاً إلى 100 ريال ولفة البقل أرتفعت إلى 100 ريال وبشكل عام فقد أرتفعت اسعار الخضره بشكل غير متوقع ولم أستطع شراءها من السوق وذهبت لشرائها من مزرعة قريبة من حينا بسعر أقل نسبياً.
إقبال
ويقول ابراهيم « لم أتوقع هذا الارتفاع الكبير في الاسعار، ربما يكون الإقبال الكبير على هذه المواد هو السبب مما جعل أصحاب البسطات والمحلات يرفعون أسعارها لمعرفتهم بأن الناس سيضطرون للشراء حتى لو بسعر مرتفع حتى يحصلوا على وجبة إفطار مقبولة.
ارتفاع جنوني
من جهته يقول الأخ علي قاسم – الذي ألتقيناه في سوق القاع، أتيت إلى السوق لشراء الخضروات واللحم لكنني فوجئت بأن الأسعار مرتفعة بشكل جنوني، إلا أن أسعار اللحوم لا تزال مستقرة بعض الشيء ولم يحصل ارتفاع فيها، حيث سعر اللحم الغنمي بـ1600 ريال للكيلو جرام الواحد وسعر اللحم البقري الرضيع بـ1500 ريال للكيلو جرام، لكنه يضيف « أسعار الأسماك ارتفعت بعض الشيء بأسعار مختلفة ومن شخص لأخر».
أسعار مضاعفة
ويستغرب قاسم من هذا الارتفاع بالرغم من الحشد الكبير الذي يزدحم به السوق، وأكد على كلام الوصابي حيث قال « أسعار الخضرة ارتفع بعضها إلى الضعف والبعض الآخر ضعفين وثلاثة، ويضيف « الخضروات ايضاً ارتفعت كذلك حيث وصل سعر كيلو جرام الكوسا إلى 600 ريال والذي كان سعره بـ200 ريال أو أقل في الأسبوع الماضي كما أرتفعت أسعار الفاصوليا البيضاء والخضراء من 250 ريالاً للكيلو جرام الواحد إلى 600 ريال للكيلو جرام كما ارتفع سعر الكيلو جرام الجزر من 100 ريال إلى 300 ريال وارتفع سعر كيس الخيار من 300 ريال إلى 600 ريال للكيس الواحد فيما ارتفع سعر الطماطم حتى 400 ريال والبعض الآخر يبعه بـ300 ريال لكن جودته سيئة كما ارتفع سعر البطاط من 100 ريال للكيلو جرام حتى 250 ريالاً للكيلو وقس على ذلك بقية الخضروات والتي ارتفعت بشكل كبير بزيادة الضعف.
ضرورة
ويوافق الحاج محمد الحبيشي الذي التقيته في باص التحرير – الحصبة وهو عائد من سوق باب السباح كلام سابقيه، وقال أنه اشترى سطل طماطم كبير بألف وخمسائة ريال والذي كان يشتريه الأسبوع الماضي بالرغم من ارتفاعه في تلك الايام ايضاً بـ700 ريال، وعن سبب الارتفاع يقول « البائع أن السلة تباع بخمسة آلاف ريال من قبل المزارعين، وهي التي كانت قبل اسابيع قد وصلت حتى الـ500 ريال للسلة الواحدة».
ويقول الحبيشي « البصل ايضاً ارتفع نسبياً فقد اشتريت السطل الكبير بـ1000 ريال والذي كنت أشتريه قبل عدة أيام بـ600 ريال، ويضيف « على الرغم من كل هذا الغلاء إلا أنني اضطريت للشراء»، معللا ذلك « الخوف دفعني للشراء فقد يرتفع أكثر خلال الأيام القادمه»، لكنه يتفائل أن تنخفض الأسعار خلال الأيام القادمه وأن تكون مجرد سحابة صيف وتعدي».
استقرار
ومع موجة الغلاء الواسعة في الخضروات والتي توجه الكثير إلى شرائها إلا أن الفواكه لم ترتفع أسعارها وبعضها انخفض قليلاً ويقول الأخ حمدي احمد وهو صاحب بسطة خضروات وفواكه في سوق ذهبان « أسعار الفواكه مستقرة ولم ترتفع كما الخضروات»، ويضيف « التفاح والعنب والرمان استقرت أسعارها عند 200 للكيلو الواحد من التفاح و200 – 300 ريال للعنب بحسب النوعية و100 – 150 ريالاً للرمان وهو الأكثر انخفاضاً، فيما أستقر سعر التمر المناصف عند 250 ريالاً و120 ريالاً لكيلو الموز.
ويقول حمدي « على الرغم من انخفاض سعر الفواكه إلا أن الناس لم يقبلوا عليها بشكل كبير وربما يكون السبب لحاجتهم لشراء الخضروات ولارتفاع اسعارها مما جعلهم يوفرون قيمة الفواكة لشراء الخضروات.
وحين سألناه عن سبب ارتفاع الخضروات علل بالقول « المزارعين في الاسواق المركزية رفعوا الاسعار وهي عادة اصبحت تحدث سنوياً مع بداية شهر رمضان وإضافة إلى ذلك يتعلل آخرون بأزمة المشتقات النفطية بالرغم من انفراجها بعض الشيء كما يعلل البعض ارتفاع الأسعار لقلة المحصول لبعض الخضروات وهو ما خلق فرصة لرفع السعر والاحتكار لدى بعض المزارعين بهدف تعويض خسائرهم السابقه».
أخيرا
يتفاءل الجميع من عامة الناس بانفراج هذا الحال الذي أصبح لا يسر وقد يشتري المواطن اليوم بسعر مرتفع لكنه سيصبح غير قادر يوم غدٍ مع كثرة الالتزامات التي تتراكم كل يوم، حيث تضطر الكثير من الأسر إلى ترك الكثير من الاحتياجات الاساسية وحرمان أطفالهم منها ويضطرون لشراء اللازم فقط. وعموماً نتمنى أن تنفرج هذه الأزمة وتعود الأسعار إلى حالها وتصبح أكثر استقراراً.
_ ينشر بالتزامن مع نشره في ملحق رمضانيات في صحيفة الثورة